* من كبار علماء الكيمياء 455هـ- 513هـ.
هو العميد فخر الكتاب، أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، الملقب مؤيد الدين المعروف بالطغرائي، ولد 455 هـ/ 1063م – توفي 513 هـ/ 1120م.
وهو أحد كبار العلماء في الكيمياء، لإسهاماته الجليلة في هذا العلم، ولإكتشافاته وإبتكاراته الكيميائية الكثيرة، إهتم بالنظريات الكيميائية كثيرة الإستعمال آنذاك، له ديوان شعر، وأشهر قصائده هي عن الحكمة، ويرثي فيها حاله وهي تُدعى -لامية العجم-.
¤ نشـــــأته:
ولد في أصفهان لأسرة عربية الأصل، من أحفاد أبي الأسود الدؤلي، وكُني بالطغرائي نسبة إلى من يكتب الطغراء، وهي الطرَّة التي تكتب في أعلى المناشير، فوق البسملة بالقلم الجلي. ولد في مقاطعة أصبهان في مدينة جي.
برع في كتابة الشعر وترقت به الحال في خدمة سلاطين آل سلجوق، إلى أن صار وزيرًا للسلطان مسعود بن محمد السلجوقي صاحب الموصل.
ومن قصائده المشهورة -لامية العجم- عُرف الطغرائي كشاعر بالدرجة الأولى وأديب وخطاط، وأن قصيدته التي نظمها في رثاء زوجته التي أحبها، وأخلص لها الود، وكانت قد توفيت بعد الزواج منه بمدة قصيرة، تعتبر من المراثي الجيدة، وأدرجها في هذا الباب كثير من الأدباء المحدثين، كما نظم اللامية في ذم زمانه، وتذمره مما كان يكابده، وقد لاقت هذه القصيدة شهرة كبيرة وترجمت إلى عدة لغات.
كذلك كان الطغرائي من أشهر من عملوا في ديوان الإنشاء، حتى إنه لم يكن في الدولتين السلجوقية والإمامية من يماثله في الإنشاء، سوى أمين الملك أبي نصر العتبي.
¤ شـــهرته العلمية:
أما شهرة الطغرائي العلمية، فتعود إلى براعته في الكيمياء، التي تشير إلى أنه فك رموزها وكشف عن أسرارها، وقد بذل جهودًا كثيرة في محاولة تحويل الفلزات الرخيصة، من النحاس والرصاص إلى ذهب وفضة، وأفنى في سبيل ذلك جهدًا ومالاً كبيرين.
وقد كتب الطغرائي عن هذه الصنعة، وأجاز تحقيقها، ولكنه بالغ في حكمة من يتوصل إلى الطريقة الصحيحة، فهو يتطلب ممن يمارس الصنعة، أن يجيد الحكمة فكرًا وعملاً.
يقول الطغرائي في ذكر الصنعة ما نصه: إن هذا العلم لما كان الغرض فيه الكتمان، وإلجاء الأذهان الصافية إلى الفكر الطويل، إستعمل فيه جميع ما سمي عند حكمائهم مواضع مغلطة من إستعمال الأسماء، المشتركة والمترادفة والمشككة، وأخذ فصل الشيء أو عرضه الخاص أو العام، مكان الشيء، وحذف الأوساط المحتاج إلى ذكرها، وتبديل المعنى الواحد في الكلام الطويل، وإهمال شرائط التناقض في أكثر المواضيع، حتى يحار الذهن في أقاويلهم المتناقضة الظواهر، وهي في الحقيقة غير متناقضة، لأن شرائط التناقض غير مستوفاة فيها، وإستعمال القضايا مهملة غير محصورة وكثيرًا ما تكون القضية الكلية المحصورة شخصية، فإذا جاء في كلامهم، تصبغ أو تحل أو تعقد كل جسد، فإنما هو جسد واحد، وإذا قالوا إن لم يكن مركبنا من كل شيء لم يكن منه شيء، فإنما هو شيء واحد".
¤ أهم مؤلفـــــاته:
ولقد ترك الطغرائي عددًا من الكتب، تبين نبوغه في مجال الكيمياء، من أهمها كتاب جامع الأسرار، وكتاب تراكيب الأنوار، وكتاب حقائق الإستشهادات، وكتاب ذات الفوائد، وكتاب الرد على ابن سينا في إبطال الكيمياء، وكتاب مصابيح الحكمة ومفاتيح الرحمة.
مصنفاته في الكيمياء:
ـ جامع الأسرار وتركيب الأنوار في الإكسير.
ـ مفتاح الرحمة ومصابيح الحكمة في الكيمياء.
ـ حقائق الإستشهادات في الكيمياء.
ـ الرد على ابن سينا في الكيمياء.
ـ رسالة مارية بنت سابة الملكي القبطي في الكيمياء.
ـ كما له قصيدة باللغة الفارسية، وشرحها باللغة العربية في صناعة الكيمياء.
ـ وهو صاحب قصيدة -لامية العجم- الشهيرة التي نورد منها هذه الأبيات لجمالها وحسنها:
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها *** ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ
لم أرتضِ العيشَ والأيامُ مقبلةٌ *** فكيف أرضَى وقد ولَّتْ على عَجَلِ
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها *** فصُنْتُها عن رخيصِ القَدْرِ مبتَذَلِ
وعادةُ النصلِ أن يُزْهَى بجوهرِه *** وليس يعملُ إلّا في يدَيْ بَطَلِ
ما كنتُ أُوثِرُ أن يمتدَّ بي زمني *** حتى أرى دولةَ الأوغادِ والسّفَلِ
تقدَّمتني أناسٌ كان شَوطُهُمُ *** وراءَ خطويَ إذ أمشي على مَهَلِ
هذا جَزاءُ امرئٍ أقرانُه درَجُوا *** من قَبْلهِ فتمنَّى فُسحةَ الأجلِ
وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا عَجَبٌ *** لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمس عن زُحَلِ
فاصبرْ لها غيرَ محتالٍ ولا ضَجِرٍ *** في حادثِ الدهرِ ما يُغني عن الحِيَلِ
¤ وفاتـــــــه:
توفي الشاعر الكبير وعالم الكيمياء الشهير الطغرائي، رحمه الله، سنة 513 هـ، والتي توافق سنة 1120م.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.